لنفترض انك بدأت طبخ معكرونة على طريقة ربما تجعلك الأكثر براعة
في الطبخ بين اصدقائك
لنفترض انك بدأت طبخ معكرونة على طريقة ربما تجعلك الأكثر
براعة في الطبخ بين اصدقائك. استخدم المزيد من الصلصة وقدمها فوق كمية اقل من
المعكرونة. افعل على وجه التحديد ما تعلمت ألا تفعله. بدلا عن رطل من المعكرونة
لشخصين او ثلاثة اشخاص استخدم نصف الكمية، وربما ثلث الرطل.
وبدلا عن كوب
او كوبين من الصلصة استخدم اربعة اكواب او أكثر، وستجد ان النتيجة هي كمية اقل من
المعكرونة وكمية اكبر من الصلصة مع بعض أنواع الخضروات، وهو امر ربما ينظر اليه
البعض كونه خطيئة كبيرة. هناك بالطبع هذا النوع من أطباق المعكرونة في ايطاليا،
لكنه عادة ما يصنف ضمن المينيستري minestre وهو طبق اقرب الى الحساء منه الى
المعكرونة. إلا ان إعداد المعكرونة بهذه الطريقة يضمن لك زيادة ما تأكله من
الخضروات دون اضافة الكثير من الكاربوهايدريتات.
ولكن هناك انواعا محددة من
الصلصة يمكن استخدامها في إعداد هذا النوع من أطباق المعكرونة، وهي بالطبع ليست
انواع الصلصة التي تكثر فيها كميات الجبن او اللحوم. ويمكن إعداد هذا النوع الخاص
من الصلصة باستخدام مختلف أنواع الخضروات. ولإدراك السبب في احتمال ان توصف هذه
الطريقة من إعداد المعكرونة بالبدعة، يجب ان نعود الى حقبة السبعينات من القرن
الماضي عندما كان الاميركيون بحاجة الى مساعدة في مجال الطبخ اكثر من حاجتهم الآن.
ويعود الفضل الى مارسيلا هازان وجوليانو بوغيالي وآخرين في اكتشاف كيفية طبخ
الأطباق الايطالية في المنازل.
وبات الكثير من الاميركيين يفضل السفر الى
ايطاليا، ليس بحثا عن فنون عصر النهضة او قرى العصور الوسطى، وإنما للتمتع بالأطباق
الايطالية. تعلمنا من مارسيلا هازان ان الاميركيين، حتى الذين يتحدرون من اصول
ايطالية، يطبخون المعكرونة بالكثير من صلصة الطماطم وقطع اللحم المفروم المكورة
أعلى طبق المعكرونة. ادركنا ايضا اننا كنا نطبخ المعكرونة لفترة زمنية اكثر مما يجب
ولا نضع كميات مناسبة من الملح على ماء الطبخ. أجد نفسي مدينا لمارسيلا هازان
وزملائها بالكثير في ما تعلمته في مجال طبخ المعكرونة.
غير انه اذ مضت
السنين فان نمطا من العقلية التي تقول «اذا كانت ايطالية فلا بد ان تكون جيدة» قد
تطور هنا، وبدأ طهاة البيوت يستمتعون بالمعكرونة مع قليل من الصلصة. ولكن في الوقت
الحالي فان المعكرونة ذات الصلصة الكثيرة لا معنى لها. وحتى عندما نضع جانبا
التوصيات المتطرفة لحمية أتكنز atkinsالغذائية فانه من المتفق عليه على نطاق واسع
بأن الحبوب المنقاة، وهي مجموعة تضم دقيق السميد الذي تعد منه المعكرونة الجافة
اللذيذة، لا يقدم لنا الكثير من المواد المغذية.
ومن وجهة نظر الجسم ليس
هناك فارق كبير بين المعكرونة والخبز الأبيض. فليس في الاثنين الكثير من البروتين
والفيتامينات والمواد المغذية والألياف، وكلها تهضم بسرعة وقد تخزن كدهون في خاتمة
المطاف.
وانا لا اقترح ان نعود الى باستا الزيتي المتوسطة الحجم والتي فيها
صلصة كثيرة مع النقانق واللازانيا المشبعة بجبن الموزاريلا او السباغيتي. وبدلا من
ذلك أوصي باستثمار تجهيزاتنا المدهشة من الخضار مع قطعة من اللحم اذا شئتم.
وتوجد وصفات هنا، ولكن الكثير من الناس لا يحتاجونها. فقد وصلت قبل ايام
الى بيت صديقة لي في وقت اعداد الطعام. وكان لدينا حمص وبروكولي وطماطم. وغليت
البروكولي الى ان اصبح اخضر، ثم قطعته ووضعته في زيت الزيتون والثوم وقطع الفلفل
الجاف وكوبين من الحمص. وأضفت ثلاث قطع من الطماطم. وفي غضون ذلك طبخت الى النصف
ثلث كيس من قطع المعكرونة الفارفالا في الماء الذي استخدمته للخضار.
وعندما
أصبحت قطع الطماطم والبروكولي جاهزة القيتها في المعكرونة المجففة بعد ابقاء قليل
من ماء الطهي. وأضفت قليلا من السائل وطبخت المزيج على البخار الى ان باتت
المعكرونة جاهزة. وزينتها بالريحان وبقليل من زيت الزيتون. وعلى الرغم من أنها لم
تكن حسائية الشكل فقد استخدمنا الملاعق لأن المرقة كانت لذيذة جدا. وكان وقت اعداد
الوجبة الكلي حوالي نصف ساعة، ولم اكن اتصور ان هناك طبقا ألذ من ذلك.
وقد
مارست اعداد هذا النمط من المعكرونة لفترة اشهر، وكنت اقوم بالتنويع، حيث استخدم
السبانخ مع الثوم والزبيب وحبات الصنوبر وخليط من الخضار مع كثير من زيت الزيتون،
والبصل المفروم والهندباء، فضلا عن الفاصولياء البنية وصلصة الصويا، مع معكرونة
البيض الصينية الطازجة.